موضوع الأسبوع
بولغري وإم بي آند إف يقدمان معاً سيربنتي الأيقونية

غالبًا ما تؤدي التعاونات في عالم صناعة الساعات إلى دمج تصاميم العلامة التجارية مع إبداع الآخرين، سواء كانوا فنانين أو رياضيين أو مصممين. ومع ذلك، من النادر أن تتعاون شركتان شهيرتان في صناعة الساعات معًا. وهنا يبرز تعاون بولغري وإم بي آند إف كحالة استثنائية، حيث يجمع كلاهما بين الإبداع والابتكار في كل ما يقدمانه.

أحدث ثمار هذا التعاون هي ساعة بولغري X إم بي آند إف سيربنتي، التي تأتي بعد تعاونهم الذي بدأ في عام 2021، وأسفرت عن إصدار إم بي آند إف x بولغري أل إم فلاينج تي أليجرا، الذي كُشف عنه خلال أسبوع دبي للساعات آنذاك. وفي أحدث إبداعات هذا التعاون، تعيد العلامتان تقديم ساعة سيربنتي الأيقونية الخاصة ببولغري، ممزوجة بالإبداع الميكانيكي الفريد الذي تشتهر به إم بي آند إف، ساعة تجمع بين تصميم البيومورفيك (المستوحى من الأشكال الطبيعية) وهندسة التعقيدات العالية، بأسلوب لا يتقنه سوى هاتين العلامتين المرموقتين.

مقال فني التوربيون، قمة الدقة والفخامة في صناعة الساعات

في عالم صناعة الساعات المعقدة والفخمة، يتطلب الوصول للدقة والفخامة المطلوبة مزيجًا من المواد الرائعة والحرفية الدقيقة والتكنولوجيا المبتكرة، و من بين المكونات التي لا تعد ولا تحصى، يبرز التوربيون باعتباره العنصر الأكثر لفتا للأنظار و تكلفة. هذه الآلية المعقدة، المصممة لمواجهة تأثيرات الجاذبية على دقة الساعة، هي شهادة على البراعة والمهارة الفنية التي تحدد قمة صناعة الساعات.

تم اختراع التوربيون، الذي يعني بالفرنسية "الزوبعة"، على يد صانع الساعات أبراهام لويس بريجيه في عام 1795 وحصل على براءة اختراع في عام 1801. وتتمثل وظيفته الأساسية في تعزيز دقة الساعة من خلال تركيب آلية الهروب وعجلة التوازن في قفص دوار، و يؤدي هذا التدوير المستمر إلى تجنب متوسط ​​الأخطاء الموضعية، مما يؤدي إلى معدل أكثر اتساقًا في ضبط الوقت. ببساطة ما لاحضه بريغيه في ساعات الجيب، أن زنبرك التوازن دائما في وضع عمودي، أي ان قوة الجاذبية ستؤثر عليه كونه عنصر حساس، مما يجعله ينثني في اتجاه مركز الأرض، أما بجعله دائم الحركة تمكنا من إلغاء التأثير الموضعي.


 ما يجعل التوربيون أغلى عنصر في صناعة الساعات، هو المستوى الاستثنائي من المهارة والدقة المطلوبة لتصنيعه. حيث يتطلب تجميع التوربيون تشطيبًا يدويًا دقيقًا لأجزاء صغيرة جدًا، بعضها صغير جدًا بحيث لا يمكن التعامل معه إلا بأدوات متخصصة تحت المجهر مما يتطلب درجة استثنائية من الخبرة والصبر من صانعي الساعات المحترفين. ولحد الساعة يركب التوربيون يدويا فلا بديل عن الأيدي الماهرة في تصنيع هذه الأعجوبة الميكانيكية.

يتكون التوربيون الواحد من أكثر من 40 جزءًا، كل منها مصنوع وفقًا لمعايير صارمة. حيث يمكن أن يؤثر أدنى خلل على أداء الآلية، مما يستلزم مراقبة الجودة بدقة في كل مرحلة من مراحل الإنتاج. ويساهم هذا الاهتمام المضني بالتفاصيل والصعوبة المتأصلة في تجميع مثل هذه الآلية الدقيقة بشكل كبير في ارتفاع تكلفتها.

هناك عامل آخر يساهم في تكلفة التوربيون وهو التفرد والهيبة التي يضفيها على الساعة. غالبًا ما تكون الساعات المجهزة بتوربيون إصدارات محدودة، يتم إنتاجها من قبل صانعي ساعات مشهورين مثل باتيك فيليب، وديبيتون، أوديمار بيغيه وجيجر لو كولتر.

هذه العلامات التجارية مرادفة للفخامة والحرفية، وساعات التوربيون الخاصة بها مرغوبة من قبل هواة الجمع والخبراء في جميع أنحاء العالم. و غالبًا، ما يتم وضع التوربيون في الساعات التي تتميز بتعقيدات معقدة أخرى، مثل ساعات بتعقيدة التقويم الدائم وتعقيدة مكرر الدقائق ومؤشر طور القمر. ولا تعمل هذه التعقيدات الإضافية على تعزيز وظائف الساعة فحسب، بل تعمل أيضًا على تضخيم تكلفتها الإجمالية. و يُظهر دمج التعقيدات المتعددة في ساعة واحدة قمة الابتكار والحرفية في صناعة الساعات، مما يبرر الأسعار المتميزة التي غالبًا ما ترتبط بمثل هذه الروائع.

بعد ما فتح بريغيه الباب باختراعه واصل صناع الساعات العمل وتطوير هذه الآلية، تنافست الشركات في تقديم التوربيون بطريقتها فأصبح هناك توربيون ثنائي المحاور، وثلاثي المحاور، والتوربيون الطائر الذي استغني فيه عن الجسر العلوي والكثير الكثير من الإبداعات في هذه الأعجوبة الصغيرة في أبعادها، الكبيرة في هندستها.

باختصار، يعتبر التوربيون أغلى مكون في صناعة الساعات حيث تجسد هذه الآلية الرائعة جوهر صناعة الساعات الفاخرة، وتمثل الإرث التاريخي والابتكار المتطور الذي يحدد فن صناعة الساعات.

في منظوري الشخصي، تعتبر ساعة التوربيون أكثر من مجرد جهاز لقياس الوقت، إنه رمز للعبقرية الميكانيكية والتعبير النهائي عن التميز اللانهائي في صناعة الساعات.


0 تعليقات