مقال ديبيتون، ابتكارات رائدة عبر الزمن

في عالم صناعة الساعات، حيث تلتقي الحرفية والابتكار، وجدت قصة تجاوزت عرض الوقت.حيث سنأخذكم برحلة عبر تاريخ "ديبيتون"، الدار المستقلة التي أعادت تعريف جوهر صناعة الساعات. منذ بداياتها وحتى صعودها، كانت قصة دي بيتون بمثابة سيمفونية من الدقة والفنية التي دفعت حدود ما هو ممكن. فتخيل عالماً تتشابك فيه التقاليد بسلاسة مع البراعة، مما يؤدي إلى ساعات ليست مجرد أدوات لقياس الوقت ولكنها قطع فنية. يقع مقر الشركة في وسط المناظر الطبيعية الهادئة في لوبيرسون، بسويسرا. تحت قيادة المؤسس المشارك وصانع الساعات "دينيس فلاجيولي"، إلى جانب الرئيس التنفيذي "بيير جاك"، تواصل دي بيتون إطلاق ساعات تمثل مستقبل صناعة الساعات.

من وراء ديبيتون؟

دينيس فلاجولي

دينيس من الجيل الثالث لعائلة من صانعي الساعات، عزز شغفه من خلال دراسة صناعة الساعات والهندسة الدقيقة في سويسرا بعد أن كان أكمل دراسة العلوم في فرنسا. تضمنت رحلته دوراً هاماً في "متحف دو لوكل" كفني في ترميم الساعات العتيقة. وفي عام 2002، وضع "ديفيد زانيتا" و"دينيس فلاجيولي" الأساس لشركة "دي بيتون". وأنشأوا قسمًا للبحث والتطوير الذي من شأنه أن يحظى بالتقدير باعتباره واحدًا من أكثر الأقسام ابتكارًا في البلاد. يجسد دينيس فلاجولي اندماج صناعة الساعات الكلاسيكية والتقنية الحديثة. حصل دينيس على جائزتين وطنيتين و15 جائزة دولية، ويحمل ثماني براءات اختراع وتصميمين مسجلين.

بيير جاك

في عام 2000، شارك "بيير جاك" في تأسيس مجلة جي إم تي (المجلة الكبرى للساعات). شغل "بيير" عدة مناصب خلال مسيرته حيث تولى منصب مدير فرع في متجر "لي أمباسادور" جنيف وعمل في الوقت نفسه مديرًا للشركة المنظمة لجائزة جنيف الكبرى للساعات. ومنذ عام 2011، تولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة "ديبيتون"، وفيما بعد حاز على حصة من الشركة وأصبح رئيساً لها في ديسمبر 2017. 

فصل جديد من الابتكار

عام 2004، قامت شركة "ديبيتون" بنسج فصل جديد، من خلال الكشف عن سلسلة من براءات الاختراع. ومن بين هذه الابتكارات وأبرزها هي عجلة التوازن ذات الأذرع الأربعة، تتميز الأذرع كونها مصنوعة من التيتانيوم، مع أربعة أوزان قصور ذاتي مصنوعة من البلاتين.

إضافةً إلى هذا، تم تقديم تعقيدة مراحل طور القمر بمؤشر كروي ثلاثي الأبعاد، وهو تصميم رائد يستخدم ببراعة الأكسدة الطبيعية للتيتانيوم، يتناغم مع المينا المرصع بالنجوم، وهي لمسة مميزة للشركة.

ومن أبرز معالم هذا العام ساعة التقويم الدائم DB15 مع مؤشر طور القمر ثلاثي الأبعاد، وهو إصدار أيقوني لديبيتون، حيث جمعت معظم اختراعات الشركة في تلك الفترة.

إصدار DBS لمزاد أونلي وتش

في عام 2005، واصلت الشركة رحلتها، حيث قدمت تصميم جديد صارت تعرف به ساعات الشركة مباشرة عند رؤيته، وهو جسر مثبت بشكل متماثل على كلا الجانبين، مما يضمن ثبات عجلة التوازن. مع إضافة مقاوم للصدمات في كل طرف، ومقاوم للصدمات الخاصة بعجلة التوازن، وهنا يأتي اسم “المظلة الثلاثية”. يستخدم هذا النظام المبتكر النوابض، مما يوفر آلية فعالة للغاية لمقاومة وتخفيف تأثير القوى الخارجية.وقامت الشركة باستعمال نظام المظلة الثلاثية في مينا ساعة DBS.

وفي نفس العام، كشفت العلامة التجارية عن "كوت دي بيتون"، والتي تشير إلى نوع معين من التشطيب أو الزخرفة المطبقة على مكونات حركة الساعات من قبل العلامة. تتضمن هذه التقنية المعقدة تزيين أسطح القطع المختلفة بنمط من الخطوط المتوازية.

وقدمت العلامة تصميماً جديد لعجلة التوازن المصنوعة من التيتانيوم والبلاتين، على شكل حرف X، يوفر هذا الابتكار ميزات تعديل دقيقة من خلال برغيين يربطان أقرب أطرافها. بالإضافة إلى ذلك، كما تم تحسين تصميم كتل القصور الذاتي البلاتينية لتعزيز أدائها من خلال اعتماد الشكل المخروطي. 

العروات، تصميم ديبيتون المميز

قدمت الشركة ماسمته "العروات العائمة" التي بقدر تفرد تصميمها الذي وفر قدرة الساعة مناسبة المعصم بسلاسة. يتميز نظام العروات العائمة الحاصل على براءة اختراع بقدرته على التكيف بسهولة مع حجم معصم مرتديه، مما يعزز الراحة وسهولة الارتداء.

في عام 2009، حققت ديبيتون ابتكارًا جديدًا من خلال تصنيع أخف توربيون في العالم باستخدام مزيج من التيتانيوم والسيليكون. يزن هذا الإبداع الهندسي 0.1 جرام فقط، وهو يبرز كواحد من أخف التوربيون التي تم ابتكارها على الإطلاق. 

DB29 ماكسكرونو توربيون

اتخذت رحلة ديبيتون مساراً جديداً في عام 2012 مع افتتاح متجرها الأول في جنيف، مما أدى إلى تأسيس حضور فعلي. وبعد مرور عامين، وصل سعي العلامة لتحقيق التميز إلى آفاق جديدة عندما حصلت على جائزة أفضل كرونوغراف في مسابقة جائزة جنيف الكبرى للساعة، بساعة "DB29 ماكسكرونو توربيون". تميزت هذه الساعة بخمسة عقارب مركزية مصممة بشكل استراتيجي لتعزيز سهولة القراءة والجاذبية الجمالية لمؤشرات الكرونوغراف الخاصة بها. يلغي هذا النهج المبتكر الحاجة إلى مواني فرعية صغيرة الشائعة في تعقيدات الكرونوغراف التقليدية. تم تصميم كل عقرب بشكل معقد لتتبع الأشكال والمنحنيات المتنوعة في المينا الفضي الأنيق.

حصلت شركة دي بيتون مرة أخرى على "جائزة الكرونوغراف" المرموقة في مسابقة جائزة جنيف الكبرى للساعات 2018، لساعتها الاستثنائية "DB25 ستاري فاريوس كرونومتر توربيون".

وفي عام 2020، احتفلت شركة ديبيتون بالذكرى العاشرة لساعة DB28 الشهيرة، وكشفت عن ثلاثية جديدة بعلب فائق الرقة. إلى جانب إحتفال العلامة بالبراعة الميكانيكية والابتكار الجمالي، ترمز هذه الساعات إلى عشر سنوات من الالتزام العميق والسعي نحو التميز.

على الرغم من صغر عمر العلامة التجارية، تنطلق ديبيتون في رحلة بعيدة كل البعد عن النهاية، وتمتد إلى ما هو أبعد من مجرد عرض الوقت. منذ بدايتها وحتى الوقت الحاضر، أسَرت ديبيتون هواة جمع الساعات وعشاقها بإصداراتها. تتميز العلامة التجارية بمجموعة من 31 عيارًا والعديد من براءات الاختراع، ولم تقم فقط بتصنيع الساعات، بل نسجت إرثا طويل المدى.