موضوع الأسبوع
بولغري وإم بي آند إف يقدمان معاً سيربنتي الأيقونية

غالبًا ما تؤدي التعاونات في عالم صناعة الساعات إلى دمج تصاميم العلامة التجارية مع إبداع الآخرين، سواء كانوا فنانين أو رياضيين أو مصممين. ومع ذلك، من النادر أن تتعاون شركتان شهيرتان في صناعة الساعات معًا. وهنا يبرز تعاون بولغري وإم بي آند إف كحالة استثنائية، حيث يجمع كلاهما بين الإبداع والابتكار في كل ما يقدمانه.

أحدث ثمار هذا التعاون هي ساعة بولغري X إم بي آند إف سيربنتي، التي تأتي بعد تعاونهم الذي بدأ في عام 2021، وأسفرت عن إصدار إم بي آند إف x بولغري أل إم فلاينج تي أليجرا، الذي كُشف عنه خلال أسبوع دبي للساعات آنذاك. وفي أحدث إبداعات هذا التعاون، تعيد العلامتان تقديم ساعة سيربنتي الأيقونية الخاصة ببولغري، ممزوجة بالإبداع الميكانيكي الفريد الذي تشتهر به إم بي آند إف، ساعة تجمع بين تصميم البيومورفيك (المستوحى من الأشكال الطبيعية) وهندسة التعقيدات العالية، بأسلوب لا يتقنه سوى هاتين العلامتين المرموقتين.

مقال القوى غير المرئية التي تحاربها ساعاتكم

ما مدى تأثير الحقول المغناطيسية على دقة الساعة؟

سؤال يتردد كثيراً بين عشاق الساعات، ما مدى دقة ساعتي؟ وبالنسبة لأولئك الذين يمتلكون ساعات ميكانيكية ذات تعبئة يدوية، فإن السؤال يمتد إلى موضوع آخر، كم من الوقت سيمر قبل أن أحتاج إلى تعبئتها مرة أخرى؟ ورغم أن هذه الأسئلة تبدو بسيطة، إلا أن الإجابات قد تكون معقدة بشكل غير متوقع، حيث تؤثر العديد من العوامل في دقة المحركات الميكانيكية.

فيما يتعلق بالدقة، يمكن أن تختلف الساعات الميكانيكية، خصوصاً الأوتوماتيكية، بشكل كبير. على سبيل المثال، قد يكون معدل الخطأ في الحركة الأوتوماتيكية حوالي +/- 5 ثواني في اليوم. وتُستخدم الرموز الموجبة/السالبة كمصطلحات في صناعة الساعات، والتي تعني أن الساعة قد تكتسب أو تخسر هذا القدر من الوقت حسب خصائص حركتها. ببساطة، قد تعمل ساعتكم أسرع أو أبطأ بخمس ثواني على مدار اليوم.

كذلك، كثيراً ما نتجاهل مقاومة الصدمات في ساعاتنا، رغم أن الصدمات كانت دائماً تشكل تحديات كبيرة للساعات الميكانيكية. حتى الصدمة الطفيفة، مثل اصطدام ساعتك بطاولة أو عندما تحضر حفلا وتقوم بالتصفيق مرتديا ساعتك، يمكن أن تؤثر هذه المواقف في دقة الحركة. بينما يتم تصميم العديد من الساعات الحديثة لتحمل الصدمات اليومية، تتصدر بعض العلامات التجارية مُعلنة عن طرازات على أنها مصممة خصيصاً لمقاومة تأثيرات الصدمات.

كما أن القطع الداخلية في الساعات الميكانيكية معرّضة أيضاً للتأثيرات الخارجية، ومن أبرز هذه التأثيرات هي الحقول المغناطيسية. يمكن أن تؤثر الحقول المغناطيسية أو الكهرومغناطيسية القوية على حركة الساعة، مما يسبب انحرافها عن دقتها المعتادة. وهذا يذكرنا بأن قطع الساعة الميكانيكية، التي قد تبدو‏ محمية من كل شيء حولها، يمكن أن تتأثر بعوامل عديدة دون أن نشاهدها، والذي يؤدي إلى تعطيل حتى أدق المحركات.

في حياتنا اليومية، نجد أنفسنا محاطين باستمرار بأجهزة ومعدات تنبعث منها حقول مغناطيسية، مثل مكبرات الصوت، الهواتف الذكية، أجهزة الكمبيوتر، شاشات التلفزيون، وحتى الأجهزة المنزلية مثل الميكروويف والثلاجات. وتمثل الحقول المغناطيسية القوية، مثل تلك الصادرة عن الأدوات أو سماعات الأذن الذكية، تحديًا خاصًا للساعات الميكانيكية، إذ قد تؤثر على آلية الحركة وتسبب اضطرابات في دقة قياس الوقت عند اقتراب الساعة منها.

سؤال شائع آخر يتبادر إلى الذهن هو، هل تشكل أجهزة الكشف في المطارات تهديداً للساعات؟ تستخدم أجهزة الكشف في المطارات تقنيات مختلفة مثل الإشعاعات الكهرومغناطيسية، وأمواج الراديوية، وموجات الميكروويف، والضوء المرئي، وأجهزة الكشف بالموجات المليمترية، والأشعة السينية. ولكن كيف تؤثر هذه على الساعة؟

عند الحديث عن الإشعاع الكهرومغناطيسي، فإن معظم أنواعها لا تتداخل في دقة الساعات الميكانيكية. على سبيل المثال، لا تمثل الأشعة السينية أي تهديد، حيث إنها لا تنتج حقول مغناطيسية وبالتالي لا تؤثر على عمل الساعات. تعمل أجهزة الأشعة السينية عن طريق التفاعل مع المواد ذات الكثافات المختلفة، لكنها لا تولد حقول مغناطيسية، مما يعني أنها آمنة لساعتكم، سواء كانت ميكانيكية أو تعمل بالكوارتز.

ويبقى القلق الرئيسي للساعات الميكانيكية، هو الحقول المغناطيسية. يمكن أن تنشأ هذه الحقول من الشحنات الكهربائية المتحركة أو المغناطيسات الدائمة، مثل تلك الموجودة في أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). لحسن الحظ، لا تصدر أجهزة الأشعة السينية في المطارات مثل هذه الحقول المغناطيسية. على الرغم من أن بعض الآلات الأمنية في المطارات قد تولد حقول مغناطيسية ضعيفة، فإن قوتها تتناقص بسرعة مع المسافة، مما يعني أنها ليست قوية بما يكفي للتأثير على الساعة، تماماً كما أن المغناطيس في غلاف الحاسوب  لا يؤثر على الساعة أثناء الكتابة باستخدام لوحة مفاتيح الحاسوب. لذا، يمكنكم الاطمئنان إلى أن ساعاتكم الميكانيكية ستظل سليمة من تأثيرات أجهزة الكشف في المطارات.

وهذا يقودنا إلى سؤال مهم، كيف يمكننا حماية ساعاتنا من الحقول المغناطيسية؟ لحسن الحظ، تم تصميم بعض الساعات الحديثة بخصائص مضادة للحقول المغناطيسية، مع محركات إما مصممة أو محمية لمقاومة هذه الحقول.

ساعة رولكس ميلغوس، الصورة تُنسب لموقع bobswatches.com

على سبيل المثال، تعتبر ساعة "رولكس ميلغوس" أحد أشهر الساعات المقاومة للحقول المغناطيسية. وقادرة على تحمل الحقول المغناطيسية حتى 1,000 جاوس. وتتجاوز هذه الساعة الحد الذي تبدأ عنده معظم الساعات الميكانيكية في فقدان دقتها. في الواقع، يمكن أن تؤثر الحقول المغناطيسية الضعيفة مثل 50 إلى 100 جاوس على موثوقية ودقة الساعة الميكانيكية.

مثال آخر هو ساعة "أوميغا سيماستر أكوا تيرا >15,000 جاوس"، التي تستخدم نابض شعري مصنوع من السيليكون مع حُلة متينة لتحمل الحقول المغناطيسية حتى 15,000 جاوس. كانت هذه الساعة أول ساعة تحتوي على حركة أوميغا كوأكسيال عيار 8508، التي تجمع بين الدقة والمقاومة الاستثنائية للحقول المغناطيسية.

وفي عام 2014، قدمت رولكس نابض شعري من السيليكون بأسم "سيلوكس" في عيار 2236. ويعتبر هذا النابض الشعري من الجيل الجديد في حركات رولكس، حيث يقدم مقاومة محسّنة ضد الحقول المغناطيسية. تبنت علامات تجارية أخرى ابتكارات مماثلة، مثل استخدام نابض "نيفاروك"، المصنوع من مركب الحديد والنيكل التي تنتجها شركة "نيفاروك-فار" التابعة لسواتش والمتخصصة في صناعة أجزاء آلية الهروب لضمان المتانة والمقاومة للعوامل الخارجية مثل الحقول المغناطيسية.

وفي حال تأثرت ساعاتكم بالمجال المغناطيسي، يمكنكم استخدام جهاز إزالة الحقول المغناطيسية (Demagnetizer)، الذي يعمل على توليد حقل مغناطيسي متغير، مما يقلل تدريجياً من تأثير الحقول المغناطيسية على الساعة أو أي قطعة أخرى، وبالتالي يعيدها إلى حالتها الطبيعية بإزالة أي شحنة مغناطيسية غير مرغوب فيها.

ومع هذه التطورات، يصبح خطر تأثير الحقول المغناطيسية على أداء الساعة أقل بكثير، حيث أصبح العديد من العلامات التجارية تصنع حلولاً قوية لضمان بقاء ساعاتهم دقيقة. والساعات المعتمدة من "ماستر كرونوميتر"، والتي تحتوي على نابض شعري مصنوع من السيليكون، محصنة ضد الحقول المغناطيسية. في الواقع، من شبه المستحيل تلبية معايير "ماستر كرونوميتر" الصارمة دون استخدام نابض شعري من السيليكون أو مادة غير مغناطيسية أخرى. لذا، طالما أن ساعتكم تحمل شهادة "ماستر كرونوميتر"، فلا داعي للقلق كثيراً سوى من احتمال تعرضها للخدش.


0 تعليقات